الآيكيدو وباليابانية (合氣道) وهي نوع من أنواع الفنون القتالية اليابانية، وتعتبر الآيكيدو من أقوى الفنون القتالية الدفاعية, , حيث تعتمد فلسفتها على مبدا الدفاع والسيطرة، ولها تكنيكات خاصة ليس المقصود منها هزيمة الخصم بل بالحد من محاولته للإعتداء.

مصطلح آيكيدو يتركب في يابانية من ثلاثة مقاطع :
- آي (合): وتعني الانسجام أو التوافق ويتجلى هذا المعنى في الدوران والتاي سباكي المستخدم بكثرة في الآيكيدو .
- كي (気): وتعني الطاقة الكامنة، واستحضارها أمر صعب للغاية ولكن من الممكن لأي إنسان عادي أن يستخدمها دون أن يدري.
- دو (道): وتعني الطريقة.
تأسست الآيكيدو على يد ( موريهيه أويشيبا ) بشكل رئيسي خلال أواخر سنوات 1920م حتى خلال سنوات 1930م وهو يحمل لقب أوسينسيه (大先生) أي المعلم الكبير أو كايسو (開祖) أي المؤسس. حيث وجد في الفنون القتالية واحدة من الدوافع الرئيسية لدعم السلام حيث عمل على إتاحة تعليمها للجميع على أساس إنكار العنف. شجعه والده في صغره على تعلم السومو والسباحة. وتدرب أويشيبا على العديد من فنون القتال اليابانية التقليدية في شبابه مثل ياغيو شينغان ريو في أثناء خدمته العسكرية. كما تدرب على طراز تينجين شينيو ريو لفترة قصيرة في عام 1901 في طوكيو. كما كان مؤمنا بعواطفه ومن أتباع طائفة الشنتو اليابانية التي تركت أثرا كبيرا في التفكير الياباني.

ويمكن تفسير لعبة الأيكيدو بـ “طريقة التوافق بين الطاقات أو طريق إلتحام الروح”. حيث قام أويثشيبا بتأسيس فن يُمكِّن للممارسين الدفاع عن أنفسهم بدون أداء الخصم. تكنيكات الأيكيدو تنطوي على دخول ونحول الحركات التي توجه قوة هجوم الخصم، وإلقائه أو شلّ في نهاية التكنيك. ونادرا ما تجد لاعب آيكيدو يهاجم وأيضا هو لا يبالغ في هدر طاقته حين يواجه شخصا ما وإن كان المهاجم مسلحا فنرى اللاعب في غايه الهدوء والتركيز. تعتبر الآيكيدو من أكثر الفنون القتالية التي تصل بممارسها إلى أعلى مستوى من النقاء الذهني وتتطلب قدرة الفرد العالية في استخدام نقاط الضعف في الخصم وذلك حتى يمكنة التغلب علية بسهولة ويسر ويجب أن يتميز بالآتي :
- سرعة رد الفعل.
- استخدام جميع حواس الإنسان أثناء الممارسة.
- وجود توافق عضلي وعصبي في أعضاء الجسم في تنفيذ الحركات المؤداة.
ويركز المؤسس ( موريهيه أويشيبا ) كثير على أن ممارسة لعبة الآيكيدو الهدف منها هو تحسين وتقدم الفرد “تكنيكياً وبدنياً ومعنويا”. في حالة معنوية جيدة ولا تقتصر ممارسة لعبة الآيكيدو على جنس معين أو عمر معين، بل يمارسها الجميع.
وتعتمد التكنيكات الأساسية في لعبة الآيكيدو على ممارسات أكاديمية تقليدية وتم تكييفها لأسلوب قتالي، يبقى أن الأيكيدو ليس ممارسة لتعلم القتال ولكن فن قتالي يسمح بالإعداد، سواء من الناحية البدنية (المرونة، والسرعة، والعضلات)، والمعنوية (تبقى هادئا على الإطلاق) ومن الناحية التكنيكية (احترام مسافة الأمان، إيجاد الانفتاح، في الوضع، التحكم في عدة هجمات في واقت واحد) في حال وقوع هجمات متعددت الأنواع (وليس فقط هجمات مقننة).هذا بالتأكيد ليس رياضة بل وسيلة لفهم الإنسان.
كان لأويشيبا العديد من التلاميذ الذين ينشرون التقنيات المتغيرة باستمرار. وتوجد أساليب مختلفة للأيكيدو تناسب تطلعات مختلفة. الأسلوب الأكثر شيوعا الذي بدأه نجل المؤسس، كيشوماري أيوشيبا، أسلوب يعرف باسم “أيكيكاي”. ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن مؤسس الأيكيدو خلق وطوّره طوال حياته.

الابن الثالث لمؤسس لعبة الآيكيدو – لموريهيه أويشيبا
ولممارسين لعبة الآيكيدو لباس عبارة عن جزء علوي أبيض وسفلي أبيض وحزام. وعند الوصول إلى مستويات عالية يضاف الجزء الأسود ومن يحملون الحزام الأسود لباس خاص يسمى “هاكاما” وهو عبارة عن جزء علوي أبيض وسفلي أبيض وحزام، وعند الوصول الى مستويات عالية يضاف الجزء الأسود ” الهاكاما “. وتبدأ المستويات من الحزام الأسود فما فوق.
لباس الهاكاما
والهاكاما : هي زى ياباني تقليدي للرجال، وهي فلكلور ياباني يفتخر به اليابانيون الى يومنا هذا. وترمز الثنيات السبعة الموجودة بها الى الخصال التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، و التي انتقلت عبر تواتر السنين الى البوشيدو “طريق المحارب” وهي :
من الخلف ثنيتين : (الوفاء) و (الشرف) ومن الخلف خمس ثنيات : (القرار) و (الشجاعة) و (الاحسان) و (الصدق) و (الاحترام).
أما مستويات لعبة الآيكيدو فهي (كيو) تبدأ من المستوى الخامس إلى المستوى الأول ومن ثم الدرجات (دان).
ويعتبر الممثل الأمريكي “ستفين سيغال” أحد أشهر المدربين للعبة الآيكيدو القتالية من غير اليابانيين حيث حصل على درجة 7 دان أثناء إقامته في اليابان.

ووفقا للأرقام التي نشرتها الأيكيكاي، الأيكيدو يضم اليوم 1.6 مليون ممارس في 95 بلدا، 44 منها معترف بها رسميا من قِبل هومبو دوجو.
اترك تعليقاً