تعد المهارات الشخصية للفرد Soft Skills مفتاح النجاح في العديد من مجالات الحياة المختلفة. فالفرد الذي يمتلك المهارات الشخصية هو الأقدر على تحمل المسؤولية والأقدر على إنجاز الأعمال وتسييرها وتحقيق أهداف المنظمة. والمدير الناجح الذي يمتلك مهارات شخصية هو الأقدر على تطوير مؤسته ووضعها في مصاف الشركات المتقدمة.
وبدأ مؤخراً اهتمام المنظمات الحديثة في العالم العربي بالمهارات الشخصية لدى الأفراد Soft Skills لما لها من فوائد كبيرة. إذن أن الأفراد الذين يسعون لتنمية وتطوير قدراتهم ومهاراتهم واكتساب المعارف الحديثة، سيكونون بلا شك ذو أهمية كبيرة لدى المنظمات الحديثة.
وفى الوقت الحالى يتمسك كثيراٌ من أصحاب العمل بمسألة توفر المهارات الشخصية في المتقدمين لشغل الوظائف الشاغرة لديهم، فالمهارات الشخصية تعتبر سببًا هام من أسباب التوظيف إلى جانب المؤهلات العلمية والخبرات العملية للإنسان. فالفرد الذي يسعى لتنمية وتطوير قدراته ومهاراته واكتساب المعارف الحديثة سيصبح هو المفضل لدى المنظمات.
وفي المملكة العربية السعودية اهتمت رؤية المملكة 2030 بهذا الجانب ففي أحد محاورها يأتي التركيز علي “نتعلم لنَعمل”. وذلك من أجل دفع عجلة الاقتصاد من خلال التركيز على تطوير المهارات الأساسية والمواهب الشخصية.
ويمكنك عزيز القارئ تطوير مهاراتك الشخصية بالتسجيل في دورات “الاون لاين” المجانية التي تقدمها العديد من الجهات مثل “اثرائي” التابع لمعهد الإدارة العامة، و “دروب” التابعة لصندوق تنمية الموارد البشرية، بالاضافة إلى “جامعة الملك خالد” وغيرها من المنصات العربية، والتي تقدم دورات “الأون لاين” المجانية على الروابط التالية.
أقوى منصات تقدم دورات اونلاين، منها حكومية وجامعات
أشهر التطبيقات المجانية لتعلم اللغة الإنجليزية
ووفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي في 2016 عن “مستقبل الوظائف”، فإن أهم 10 مهارات يحتاجها الموظف عام 2020 هي :
القدرة على حل المشاكل المعقدة
تعبّر مهارات حلّ المشكلات كما يشير إليها اسمها عن القدرة على إيجاد الحلول الفعّالة لمختلف المشكلات التي تواجهنا في الحياة العملية أو الخاصة، وفي الوقت المناسب الذي يضمن تفادي الخسائر أو تقليلها قدر الإمكان. ويتضمّن ذلك عدّة خطوات رئيسية لابدّ من اتباعها.
التفكير الناقد
وهو عبارةٌ عن وسيلةٍ من الوسائل التي تُستخدم في تقديم الحلول، والأفكار للمسائل، والمشكلات المعقدة، أو التي تحتاج إلى استخدام العديد من الأدوات التي تساعد في الوصول إلى النتائج المطلوبة، ويعرف التفكير الناقد أيضاً بأنّه التفكير الذي يعتمد على صياغةِ مجموعةٍ من القواعد المنطقية، والتي تُساعد في تحليل الفرضيات، ودراسة المُعطيات المرتبطة بها من أجل اتّخاذ القرار المناسب، والذي يُساهم في حلّ المشكلة.
الإبداع
يقسم الإبداع إلى نوعين مختلفين هما الإبداع الفني الذي يشتمل على المهارات والمواهب والقدرة على التعبير عن الذات، ويعتبر هذا النوع من الإبداع فطرياً وغير مكتسب. أما النوع الثاني فهو الإبداع التقني والذي يتمثل بوضع النظريات الجديدة، وطرح الأفكار الخلاقة، وابتكار التقنيات الحديثة.
وفي هذا السياق، يستطيع الإنسان تطوير النوع الثاني من الإبداع “التفكير الإبداعي” عبر اكتساب المهارات اللازمة وتطويرها، واكتساب الخبرات الضرورية التي تساعده في الوصول إلى مرحلة التفكير الإبداعي التقني.
الإدارة والقيادة
على الرغم من استخدام المصطلحين بشكل متداخل إلاّ أنّهما يختلفان عن بعضهما البعض اختلافًا جذريا، فالمهارات القيادية تأتي من قدرة القادة في الحصول على الموافقة من الآخرين، إنّهم يستخدمون تأثيرهم لتحدّي القواعد المختلفة وتوجيه الابتكار. إنهم حسب ما وصفهم المستشار الإداري بيتر دراكر، يغيّرون القواعد لإحداث التغيير.
أمّا الإدارة فهي عمليّة تنسيق وتنظيم نشاطات ومهامّ شركة أو منظّمة ما بهدف تحقيق أهداف معيّنة. وبناءً عليه تتمثّل مهمّة المدراء الأساسية في أنّهم يحرصون على أن يلتزم الموظفون بقواعد وسياسات الشركة. إنّهم يعملون لتحقيق الأهداف التي وضعها قادتهم من خلال مهامّ محدّدة كالتخطيط ووضع الميزانيات، والتنسيق ومهارات حلّ المشكلات. وعلى الرغم من أنّهم في الغالب ذوو كفاءة عالية ويتمتّعون بروح المسؤولية إلاّ أن دورهم في المنظمة أو الشركة يقتصر على تنفيذ التعليمات.
التعاون مع الآخرين
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ولا يستطيع العيش وتسيير أمور حياته دون التعامل مع غيره من الناس، ولذلك من الضروري أن نتعلم فن التعامل مع الآخرين والذي يعتبر من أهم الفنون الاجتماعية نظراً لاختلاف طبائع الناس وتباينها، وهو فن لا يجيده الكثير من الناس بالرغم من أهميته كمهارة سلوكيّة اجتماعيّة أساسيّة يجب أن نتحلّى بها ونتعلّمها، وعليه يوجد هنالك بعض الأسس التي يجب التقيُّد بها عند التعامل مع الناس والتي تُسهم في كسب ثقة الناس ومحبتهم واحترامهم، وبالتالي الوصول لإقامة علاقات اجتماعيّة مثمرة وفعّالة بين الناس.
الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي ببساطة هو قدرة الفرد على معرفة عواطفه وفهمها والتحكم بها وادراك قوة تأثيرها على من حوله، ويعرف ايضاً بأنه القدرة على إدراك ومراقبة وتقييم العواطف في نفس الفرد والآخرين واستخدام تلك المعلومات بشكل مناسب، والأفراد اللذين يتمتعون بمعدل عال من الذكاء العاطفي يكونوا قادرين على السيطرة على سلوكياتهم وضبطها ويتصفون ايضاً بقدرتهم على ادارة مشاعرهم وتوجيه مشاعر الآخرين نحوهم، والعلاقة بين الذكاء العاطفي وفعالية الشخصية ونجاحها علاقة طردية فكلما ارتفع نسبة الذكاء العاطفي لدى الفرد كلما كان اكثر فعالية ونجاح وعلى كافة الصعد والمستويات.
اتخاذ القرارات السليمة
يعتبر اتخاذ القرارات واحداً من أهم الجوانب في قطاع الأعمال، وهذا الموضوع لا غنى عنه وخاصة في الشركات، لأن القرار الخاطئ المتخذ، يمكن أن يؤدي إلى أسوأ النتائج.
ولهذا السبب يجب تطوير مهارة اتخاذ القرار لديك واكتساب المعرفة بكل الميزات والخطوات لهذه العملية. لأن هناك عناصر أساسية يجب أخذها بعين الاعتبار في تجربة صنع القرار، تراعي الواقع المعقد للغاية، بسبب العدد الهائل من المتغيرات التي تدخل في هذه العملية.
روح المبادرة والمساعدة
الشخص المبادر يمتلك العديد من المزايا التي تساعده على النجاح في حياته، ومن ضمنها عدم إلقاء اللوم على الأشخاص الآخرين أو الظروف، لأن كل التصرفات والأفعال التي تصدر عن المبادرين تتسم بالوعي والإدراك والقدرة على ترك الآثار الإيجابية.
مهارات الاتصال والتفاوض
نظـرا لأهمية الاتصال الذي يمثل عصب الحياة للمجتمعات البشرية بالإضافة إلى أهمية التفاوض والذي يساعد المشاركين من التميز في إدارة التفاوض والإقناع بحيث يتقن المشاركين عليه من كيفية التخطيط للمفاوضات وما هي أفضل الممارسات للتعامل مع أصعب وأدهى المفاوضين.
إن أغلب المشاكل المثارة في المنظمة يمكن أن نجد خلفها سوء اتصال أو سوء إيصال للمعلومة أو تحريف لها وعدم فهمها وبالتالي تصبح عملية اتخاذ القرار وتحديد الأهداف ليست بالمستوى المطلوب من الكفاءة والفاعلية. كما أن عملية الاتصال في المنظمة لا تأخذ شكلا واحدًا بل أشكالا متعددة، وفي إطار عملية الاتصالات قد يحصل صراع أو حوار لغرض حل الإشكالات التي تواجه المنظمة.
المرونة
تلك المهارة التي يتم فيها فعل الأشياء أو فهمها بطرق مختلفة. وهي القدرة على التفكير في أفكار متنوعة ليست من نوع الأفكار المتوقعة عادة، وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغيير المثير أو متطلبات الموقف. وتكمن أهمية تطوير مهارة المرونة لتوسيع دائرة التفكير والخروج عن الأفكار الاعتياديه والمألوفة. والنظر الى الامور من جميع الجوانب للوصول لأفضل النتائج اوالحلول الممكنه .
أحدث التعليقات